أربعة أعوام على انفجار بيروت: جرح غائر لا يزال ينزف!

أربعة أعوام على انفجار بيروت: جرح غائر لا يزال ينزف!

مرّ أربعة أعوام على ذلك اليوم المشؤوم، الرابع من آب عام ألفين وعشرين، حينما هزّ انفجار مدويّ العاصمة بيروت، مُلحقًا دمارًا هائلاً وألمًا لا يُوصف. يومٌ تحوّل فيه لبنان من بلدٍ يعاني إلى بلدٍ منكوب، يومٌ سُطّر بأحرف من نار في ذاكرة كل لبناني. ما زال صدى ذلك الانفجار يرنّ في آذاننا، وما زالت صور

مرّ أربعة أعوام على ذلك اليوم المشؤوم، الرابع من آب عام ألفين وعشرين، حينما هزّ انفجار مدويّ
العاصمة بيروت، مُلحقًا دمارًا هائلاً وألمًا لا يُوصف. يومٌ تحوّل فيه لبنان من بلدٍ يعاني إلى بلدٍ منكوب،
يومٌ سُطّر بأحرف من نار في ذاكرة كل لبناني.
ما زال صدى ذلك الانفجار يرنّ في آذاننا، وما زالت صور الدمار والخراب تلاحقنا كالأشباح. بيروت
التي كانت عروس الشرق، تحولت إلى مدينة أشباح، وقلوبنا معها تحولت إلى ركام. الآلاف فقدوا
منازلهم، والعديدون فقدوا أحباءهم، والجرحى ما زالوا يحملون آثار ذلك اليوم الكارثي.
ولكن الأشد إيلامًا من الدمار المادي، هو الدمار النفسي الذي لحق باللبنانيين. فقدنا الأمان، فقدنا الثقة،
فقدنا الأمل. وكأنّ مصائب قومٍ لا تبقي على قومٍ، فبعد الانفجار، جاءت الأزمات الاقتصادية والسياسية
لتضربنا بقسوة، وكأنّ لبنان يُختبر قدرته على الصمود.
اليوم، وبعد أربعة أعوام، ما زلنا نبحث عن الحقيقة، عن المسؤولين عن هذه الجريمة الكبرى. هل سنبقى
أسرى للغموض واللامبالاة؟ أم أنّ العدالة ستنتصر في النهاية؟
إنّ الحرب التي نشهدها اليوم في لبنان، هي امتدادٌ لتلك الكارثة. فهل من المعقول أن يتحمل اللبنانيون
المزيد؟ هل من المعقول أن نُدفن أحياء تحت وطأة الفساد والتقصير؟
نحن شعبٌ صابرٌ ومقاوم، ولكنّ صبرنا بدأ ينفد. نطالب بالحق، نطالب بالعدالة، نطالب بحياة كريمة. لن
نسكت، ولن ننسى، وسنواصل النضال حتى تحقيق أهدافنا.
بيروت، يا عاصمة الأرز، ستعودين أقوى وأجمل، ولكن ذلك يتطلب تضحيات كبيرة وتعاونًا وطنيًا
صادقًا. لن نخذلك، وسنعمل جاهدين لإعادة إعمارك ورفعتك. وإلى أرواح الضحايا، نسأل الله الرحمة
والمغفرة.
لبنان، سيأتي يومٌ تزهق فيه الأوجاع، وتعود الفرحة إلى قلوبنا، ولكن حتى ذلك اليوم، سنبقى متحدين وصامدين.

إقرأ أيضاً